السؤال: ما معنى التجويد ، و ما معنى حق التلاوة ؟
الجواب: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :
التَجْوِيـْد : مِنْ جَوّد يُجَوِّد تَجْوِيْداً ، و معنى جَوّد الشيء أي أجاده و أتقنه .
و المقصود من التجويد في قراءة القرآن الكريم هو تلاوته مع مراعاة قواعد التجويد الخاصة .
و أما بالنسبة الى معنى تلاوة القرآن حق تلاوته الوارد في القرآن الكريم في قول الله تعالى : { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } ، ( سورة البقرة :121 ) ، فمعناه التدبُّر في معاني الآيات الكريمة حين تلاوتها و محاولة فهمها و السعي في تطبيق تعاليم القرآن على السلوك الفكري و العملي و الفردي و الإجتماعي و الإلتزام بما جاء به الكتاب العظيم .
و قد رَوى الْفَضْلُ بْنُ الْحَسَنِ الطَّبْرِسِيُّ فِي مَجْمَعِ الْبَيَانِ عَنِ الإمام جعفر بن محمد الصَّادِقِ ( عليه السلام ) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى { الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ } ، قَالَ : " حَقُّ تِلَاوَتِهِ " هُوَ الْوُقُوفُ عِنْدَ ذِكْرِ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ، يَسْأَلُ فِي الْأُولَى ، وَ يَسْتَعِيذُ مِنَ الْأُخْرَى " ، ( وسائلالشيعة : 6 / 218 ) .
و رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) أيضاً في قوله تعالى { الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ } ، قال : " يرتلون آياته ، و يتفقهون فيه ، و يعملون بأحكامه ، و يرجون وعده ، و يخافون وعيده ، و يعتبرون بقصصه ، و يأتمرون بأوامره ، و يتناهون عن نواهيه ، ما هو و الله حفظ آياته و درس حروفه و تلاوة سوره و درس أعشاره و أخماسه ، حفظوا حروفه و أضاعوا حدوده ، و إنما تدبر آياته و العمل بأحكامه ، قال الله تعالى : { كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ } ، و اعلموا رحمكم الله إن سبيل الله سبيل واحد و جماعها الهدى ، و مصير العالم العامل بها الجنة ، و المخالف لها النار ، و إنما الإيمان ليس بالتمني و لكن ما ثبت في القلب و عملت به الجوارح و صدقته الأعمال الصالحة ... " ، ( إرشادالقلوب : 1 / 79 ) .
و في الختام نقول : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنَا نَتْلُو كِتَابَكَ حَقَّ تِلَاوَتِهِ ، وَ نَعْمَلُ بِمُحْكَمِهِ وَ نُؤْمِنُ بِمُتَشَابِهِهِ وَ نَرُدُّ عِلْمَهُ إِلَيْك .